الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية جمعيات نسوية تتضامن مع الاستاذة بشرى بلحاج حميدة وتصدر البيان التالي

نشر في  01 ماي 2024  (21:04)

أصدرت مجموعة من الجمعيات النسوية بيانا قالت فيه انها تتابع بانشغال عميق وقلق شديد تطوّرات ما يسمّى "بقضية التآمر" التي جمّع فيها تقرير ختم الأبحاث 52 متهم(ة) في ملف واحد دون أن يكون هناك خيط ناظم بين جميع "المتهمين-ات"، سواء الموقوفين أو ممن ما زال في حالة سراح أو ممن اعتبروا في حالة "فرار".

وأشار البيان ان صدور تقرير ختم الأبحاث يأتي قبيل أيّام قليلة من انقضاء المدة القانونية (14 شهر) للإيقاف التحفظي لعدد من الموقوفين على ذمة هذه القضية، وبعد استشراء الشائعات في وقت مُنع فيه التداول والنفاذ إلى المعلومة الدقيقة والواضحة، وانتشرت فيه ثقافة التخوين والشيطنة والسحل الالكتروني والتنكيل بالمختلف وبالمعارض بشتى السبل، واستمرار حملات التشويه والاتّهام دون احترام لقرينة البراءة.

وقد ختمت الأبحاث بتوجيه تهم تتعلق بتكوين وفاق إرهابي والتآمر على أمن البلاد وارتكاب فعل موحش في حق رئيس الجمهورية وغيرها من التهم التي تصل عقوبتها حد اﻹعدام. كما رافق صدور تقرير ختم الأبحاث جدل عمومي واسع حول موعد إصداره وحول شروط المحاكمة العادلة التي تقتضي سماع المظنون فيهم-هن ومكافحتهم ببعضهم-هن البعض ومكافحتهم-هن مع من سمّوا "شهودا تمّ ذكرهم في التقرير تحت مسمى xx وxxx".

وبعد اطلاعها على تقرير ختم الأبحاث، تشير الديناميكية النسوية التي تدافع عن الحقوق والحريات وعن الحقوق الإنسانية للنساء وعن مشاركة فاعلة لهن في الحياة العامة والسياسية، إلى:

ü     أن العناصر التي بني عليها اتّهام المناضلة النسوية بشرى بلحاج حميدة تفتقد للجدّية ومبنية على تأويلات وأقاويل وأباطيل جاءت في شهادة زور الغاية منها التشويه والشيطنة وإخراس صوت مختلف دافع وترأس لجنة الدفاع عن استقلالية القضاء ورفض حل المجلس الأعلى للقضاء إثر 25 جويلية لأن عملية الإصلاح لا تكون عبر هدم المؤسسات التي اعتبرت مكسبا لثورة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي عرفتها البلاد.

ü     اللجوء إلى توجيه التّهم دون تقديم الأدلة والحجج والقرائن الجدية في ظل غياب ما يثبت وجود أي ترابط بين بشرى بالحاج حميدة وبقية من زج بهم في هذا الملف عدا علاقة الصداقة والتواصل التي تربطها بشيماء عيسى التي احتفظ بها لأشهر في السجن على خلفية هذا الملف.

ü     أنّ الاستنتاج الذي بلغ له تقرير الأبحاث بأن بشرى بلحاج المناضلة النسوية، إرهابية ومتآمرة بناء على "ما قاله فلان نقلا عن فلان" دون تقديم دليل قطعي وجازم، يثير الاستغراب والاستهجان، خاصّة، وأن المواقف السياسية والمجتمعية التي تتبناها معلومة، وتتّجه إلى الدفاع عن القيم الدّيمقراطية والإنسانية والجمهورية والتداول السلمي على السلطة، وجميعها قيم تتعارض تماما مع "الفكر الإرهابي" ومع كل الرجعيات والمؤامرات.

ü     أن جمع مختلف الأسماء التي وردت في تقرير ختم الأبحاث بتنوّعها وعلى اختلافها وتباين توجّهاتها السياسية في سلة واحدة، يندرج ضمن استراتيجية سياسية شعبوية الغاية منها التضليل وتحفيز الانفعال وتوجيه المنازعة السياسية نحو مسائل أخلاقية بين من تمّ نعتهم-هن "بالخونة" ومن تمت تسميتهم-هن "بالوطنيين"، بما ييسر طمس الحدود والاختلاف في الرؤى المجتمعية والسياسية المتناقضة والمتباينة بين الفرقاء السياسيين، وذلك، بهدف تعبئة الجموع وتبرير التجاوزات الحاصلة وضياع الحق في متن ضبابية لا متناهية.

وتؤكد الديناميكية النسوية أن الاتّهامات التي وجّهت للمناضلة النسوية والحقوقية بشرى بلحاج حميدة تأتي في مناخ انفعالي شعبوي-محافظ وضمن سياق يستهدف المعارضة وكل النشطاء في الحقلين المدني والسياسي تمهيدا لإلغاء دور الأجسام الوسيطة والإعلام بهدف تدعيم ركائز نظام حكم فردي-كلياني متسلط يجمّع كل السلطات في يد واحدة وفق مقتضيات دستور تمّ وضعه للغرض.

وإزاء هذا الوضع الخانق للحريات العامة والفردية والانتهاكات المسجّلة لشروط المحاكمة العادلة وللإجراءات القانونية، فإن عضوات الديناميكية النسوية، تعبّر عن:

        ·  تضامنها الكامل مع بشرى بلحاج حميدة الرئيسة السابقة للجنة المساواة والحرّيات الفردية-كوليب، والنائبة السابقة، والرئيسة المؤسسة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وافتخارها بمسارها ومساهمتها في تكريس المساواة والدفاع عن الحريات العامة والفردية، واعتزازها بكل التكريمات الشعبية والمؤسسية الداخلية والخارجية التي حصلت عليها والتي تعتبر اعترافا بجزء من نضالها ضد كل أشكال الهيمنة والقمع والظلم والحيف الاجتماعي.

        ·  استعدادها التام للدفاع القانوني والنضال الحقوقي بكل الوسائل المشروعة عن براءتها وحقّها في المعارضة وفي الاختلاف، وعن قضاء مستقل وناجز، وعن دولة القانون والمؤسسات، وعن حياة سياسية تعدّدية تكفل وجود معارضة فعلية تتمتع بحرية النشاط المدني والسياسي السلمي،

        ·   تنديدها بمحاكمات الرأي السياسية التي تستهدف رموز النضال الحقوقي والسياسي بهدف عزلهم-هن عن المجتمع وتغييب دورهم-هن في ساحات النضال الدّيمقراطي والحقوقي والاجتماعي والسياسي،

        ·  رفضها القطعي لسوء استخدام السلطة وتطويع القضاء ومؤسسات الدّولة وتدجين الإعلام وإدارة الصراع بوسائل القوة والقمع بدلا عن الحوار السلمي وقواعد الحق والعدالة والديمقراطية.

        ·  شجبها لتواصل الهرسلة دون وجه حق ضد المئات من التونسيات والتونسيين الذين وراء القضبان وفي المنافي والمهجر رغم اختلافاتنا الاجتماعية والسياسية،

كما تدعو الديناميكية النسوية كافة المنظمات النسوية والحقوقية والاجتماعية والشبابية والثقافية إلى توحيد جهودها وتعزيز تضامنها والوقوف صفا واحدا من أجل الدفاع عن مكتسبات الثورة وعدم التفريط فيها، وعلى رأسها حرّية الرأي والتعبير والصحافة والنشر، بهدف إرساء القيم الديمقراطية والتعدّدية وتعزيزها بما يضمن استقرار تونس ووحدة التونسيات والتونسيين.

الجمعيات الممضية:

جمعية أصوات نساء

جمعية بيتي

جمعية النساء والمواطنة بالكاف

الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات

جمعية جسور المواطنة

جمعية أمل للعائلة والطفل

مجموعة توحيدة بن الشيخ